مدونة دوار10 مدينة حمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الحقيقه نور على طريق االهداه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 01/05/2012

الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن  Empty
مُساهمةموضوع: الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن    الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن  Emptyالإثنين أكتوبر 14, 2013 12:22 pm

الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن
حيدر الجراح
الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن  138 
شبكة النبأ: لا يستمر الهامش على حاله، منزويا ومقصيا، انه هكذا الى حين، حتى يتحول الى مركز جاذب، وطارد لهوامش جديدة.. في الثقافة وفي السياسة، واتحدث عن العراق تحديدا، رغم وجود السياقات الكثيرة المشابهة في ثقافتنا العربية والاسلامية.
الهامش صادق في موقعه، وهو كثيرا مايكون توضيحا او شرحا وتفسيرا للمتن الذي يعلوه، ونادرا ماكان معترضا او محتجا على هذا المتن، الا في حالات الانفصال التي تقتضيها ضرورات السياسة او الاجتماع او الثقافة.. ما يسود هو المتن، والهامش لمليء الفراغات.
ماعلاقة هذا الهامش بالديكتاتورية والاستبداد والطغيان في مجتمعنا العراقي؟
العواصم تعشق الديكتاتوريات وتؤلهها وتصفق لها، ربما لحب الاستقرار والاطمئنان للمعيشة الساكنة التي توفرها تلك الديكتاتوريات للعواصم.
الثقافة والمثقف، محمولا وحاملا، تعيش هذا الصراع بين الهامش والمتن.. وهو موروث ثقافي لقوافل الشعراء والكتاب التي كانت تحج الى عواصم الخلافة، طلبا لجائزة  او منصب او الظفر بموقع النديم في البلاط الحاكم.
الشاعر والقاص والاديب ورث كل ذلك، واصبح المركز (العاصمة) في تعبيرات اليوم، هو القبلة وكعبة الحج التي يريد الوصول اليها وعرض بضاعته، ولا يهم في ذلك ان يعيش على الارصفة وتحت الجسور او في الفنادق الرخيصة، ويقتات وجبة واحدة او وجبتين، وربما يجود عليه اصدقاؤه بوجبة منهما.
مثقف – الهامش، والهامش هنا هو المدن التي تعيش على اطراف المركز، او ابعد من ذلك، يكون محبطا ثائرا على جميع احباطاته... انه يحمل مشروعا يوتوبيا للتنغيير، مع كثير من الشعارت والاحتجاجات.
في كل حركة احتجاج هناك طرف اخر لاتستهويه صيحات الاحتجاج تلك، انه المركز، وهو المتن في الثقافة وفي السياسة.
اين تذهب احتجاجات واحباطات الهامش الذي تحول الى متن صاعد؟
انها تستكين الى الدعة والهدوء بما يوفره المركز او المتن لها من سلطة في الحضور وفي التاثير على الهوامش الجديدة.
دائما ماكان العراق محكوما بالقادمين من الهامش (هامش الثقافة والسياسة) والاسماء كثيرة في الجانبين.
لو قمنا بجردة حساب لاسماء المثقفين، على افتراض ان الشعراء والكتاب يندرجون تحت تلك التسمية، ويمكن ايضا اضافة الكثير من اسماء الاكاديميين العراقيين، نجد انهم يعودون في انتماءاتهم الثقافية والاجتماعية الى الكثير من المحافظات العراقية، التي عاشت على الهامش، هامش السلطة والوظائف والنفوذ.. وكانت دائما ماتكون بغداد محجتها الكبرى، لما توفره تلك المدينة من تواجد قرب مصادر الثقافة والسياسة.
في اخر تجربة للحكم قبل العام 2003 كان المتن هو (ابن العوجة) قرية تابعة لتكريت، وفي التجربة الماثلة امامنا والتي نعيش فصولها، المتن هو القادم من اقضية ومدن اخرى، من مفارقاتها انها كانت ضد المركز بجميع مايمثله، لكنها تماهت مع طروحاته وثقافته السياسية وهي تتحول الى صنع متن جديد لها.
ومن هذه المتون والهوامش ماعرف في التسعينات الثقافية العراقية، بادباء الداخل وادباء الخارج، والذين نشبت بينهم سجالات عديدة ترتكز على الاقصاء والنفي والتهميش.. فادباء الخارج الذين هاجروا منذ سنوات السبعينات والثمانينات، والذين كانوا في هامش الثقافة المركزية وعلى تخومها، اسسوا لهم مركزا ومتنا جديدا في منافيهم، واصبحوا يكيلون الاتهام لادباء الداخل، ويرون انهم يروجون للديكتاتورية والاستبداد في بقائهم داخل اسوار العراق او مشاركتهم في الفعاليات والانشطة الثقافية.. وحملت كتابات هؤلاء شراسة كبيرة تجاه الاخرين، ولم تكن شراستهم نتاج ماكنة البعث العراقي فقط، بل هي، كما يذهب الى ذلك محمد غازي الاخرس في كتابه (خريف المثقف في العراق) الى اسس الخطاب الثقافي العراقي نفسه، فهذا الخطاب القائم على نفي الاخر والغائه، بطريقة عنيفة، كان نمذج وفق الية مجتمعية ومن ثم سياسية تقوم  على الاسس ذاتها: نفي الاخر، تغييبه، قتله، ضربه، او باقل تقدير التلويح له بالمسدس.
اليس هذا مايحدث الان في السياسة والثقافة العراقية؟
ثقافة كاتم الصوت، والاعتقالات والتعذيب للاصوات المعترضة، ولا يهم ان كانت مثقفة او ذات وظائف رسمية في الدولة العراقية، وهي ايضا تتبدى في صور الصراعات والتناحرات الواضحة للعيان بين الكثير من التجمعات والتكتلات الثقافية التي قسم منها محسوب على السلطة او قريب منها، وقسم اخر يحسب على الهامش او المحتجين والذين يعتقدون انهم يخوضون صراعا نبيلا مع هذا المتن – المركز، من الثقافة والسياسة، لكنه نبل حتى حين، ثم تهدأ الاصوات وتتحول من ضجيج الصراخ الى تغريد البلابل حين يمد لها صاحب النفوذ يده بمكافأة او يمنّيه بمركز وظيفي يتيح له التحول والصعود الى المتن، متن السياسة والثقافة.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/تشرين الاول/2013 - 6/ذو الحجة/14
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://agfred.yoo7.com
 
الثقافة والديكتاتورية... عن الهامش والمتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة دوار10 مدينة حمد :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: